وقتٌ للتوازن
تنبع الحياة المتوازنة من العقل المتوازن. بحثنا عن بعض النساء القويَّات والمُمكَّنات اللاتي ألهمننا لسماع وجهة نظرهن حول البحث الدؤوب عن الحياة المتوازنة.
أحياناً يكون السعي للحصول على حياة متوازنة أمراً صعب المنال، وتكون ظروف الحياة وقوائم المهام التي لا تنتهي والتزامات العمل عقبة تعيق سعينا هذا. وعلى الرغم من تشعّب وتنوّع معنى الحياة المتوازنة، إلاّ أن الكثير منا يسعى إلى تحقيقها (يُظهر بحث سريع في جوجل أكثر من 275 مليون نتيجة متعلّقة بهذا الموضوع). التوازن ليس شيئاً نكتسبه أو إنجازاً نحقّقه. إنّما هو تدريبٌ مستمر، وحالة ذهنية ووجود.
تنبع الحياة المتوازنة من العقل المتوازن. بحثنا عن بعض النساء القويَّات والمُمكَّنات اللاتي ألهمننا لسماع وجهة نظرهن حول البحث الدؤوب عن الحياة المتوازنة. اكتشفي الطُرق المختلفة التي يستخدمنها لإيجاد وقتٍ للتوازن، واستمدِّي منهن الإلهام في خلق طقوس التوازن في حياتكِ.
"التوازن ليس شيئاً نكتسبه أو إنجازاً نحقّقه. إنَّما هو تدريبٌ مستمر، وحالة ذهنية ووجود."
سارة عكاري هي المالكة والمديرة التنفيذية لشركة Senteurs d’Orient، وهي علامة تجارية تختصّ في أحد طقوس التوازن المفضّلة لدينا – طقوس الاستحمام. وصفت سارة التوازن بقولها: “هو تكريسٌ وقتٍ كل يوم من أجل الاستمتاع بشيء تحبّينه، ومن أجل السمو بيومكِ، أو قضاء وقتٍ في الاسترخاء والانقطاع عن العالم الخارجي”. وعلى نحوٍ مناسب، تجد سارة تلك اللحظات في الحمام واصفةً الطقوس بأنها شكلٌ من أشكال التأمّل. وتضيف قائلةً: “يتعلق الأمر بصفاء العقل والجسد، وخلق طقوس تمدني بالنشاط أو الاسترخاء”.
حقوق الصور : Block 722 Architects
كونها أخصائية تغذية مُسجَّلة وحاصلة على درجة الماجستير في علم النفس، تُعدّ فرح فهد مثالاً يحتذى به لإيجاد التوازن بين العقل والجسد. كما يُعدّ موقعها الإلكتروني The Farah Effect مصدراً للنصائح الغذائية والوصفات المغذية. وبالإضافة إلى أن المكونات في وصفاتها مناسبة لتلبية المتطلبات الغذائية المختلفة، تعتبر فرح أن الجوانب الحياتية التي نقوم بتغذيتها هي المكونات التي تخلق حياة متوازنة. وكما تقول: “ليس التوازن هو إيجاد وقتٍ للجوانب المختلفة المهمة في حياتكِ فحسب، بل هو أيضاً التأكد من كونكِ موجودة لعيشها حقاً”.
حقوق الصور : Amanda Prior
بصفتها مؤسِسة ليس لشركة واحدة فقط بل شركتين، إلى جانت مجموعة من الملابس الفاخرة من مصدر مستدام تُسمى Everyday Silver، فإن سماهر بيازيد تعرف سراً أو اثنين لخلق وقت للتوازن – ولاسيما للذين يعيشون في صخب المدن التي لا تنام. فهي تصف التوازن بأنه خلق وقتٍ للقيام بأشياء تمنحكِ الشعور بالسعادة – عقلياً وجسدياً – حتى في الأيام العصيبة. بالنسبة لسماهر، فإن تلك الأشياء تكمن في الرفاهيات البسيطة مثل الروتين الصباحي، وشرب القهوة، واصطحاب الكلب في جولة، وممارسة اليوغا، أو الخروج في نزه أسبوعية مع الأصدقاء المقربين. تقول سماهر: “في بعض الأحيان تكون اللحظات البسيطة هي اللحظات المفضَّلة لدي، سواءً في الصباح أو خلال اليوم”.
حقوق الصور : Sean Dalton
يبدو أن نوف حكيم، رائدٌ الأعمال الفذّة والمبدعة الخلاّقة، قد أتقنت فن التوان بين الحياة الرغيدة والوظيفة من خلال مفهومها للأثاث العتيق عبر صفحة Once Upon a Chair، ومشروعها الأخير Balain. وقد عرفت التوازن من منظورة شاملٍ ومتكامل وليس من التباين. “تتكون الحياة من مجموعة مختلفة من اللحظات البسيطة أو الصدمات. التوازن يعني خلق الوقت والمسافة والرجوع فيه إلى الماضي لرؤية تلك الصدمات بموضوعية كتحفة مصنوعة من الجمال”. وبالنسبة لنوف، فإن هذه اللحظات تتحسّن من خلال المواظبة على الطقوس الصباحية – على الرغم من تطورها المستمر. “يتكون روتيني الحالي من جلسة تأمل قصيرة، والكتابة، والابتعاد عن شبكات التواصل الاجتماعي حتى الحادية عشر صباحاً، وتسخير عطلة نهاية الأسبوع بالكامل لأكون حاضرة لنفسي وعائلتي”.
بالنسبة للفنانة التصويرية رزان الصراف المولودة في الكويت والمقيمة في مدينة نيويورك، يأخذ التوازن حيّزاً كبيراً ليس في حياتها فحسب بل في فنّها أيضاً. ويكمن التوازن بالنسبة لها في الحصول على الرخاء من خلال الانسجام، وكما تقول: “في الحصول على المساحة والقدرة على تسخير كل جوانب الحياة مجتمعةً لتدعم أهدافي وتجعلني أشعر بالرضا، دون الشعور بالإرهاق والمخاطر”. ومن أجل خلق تلك المساحة، فقد ركزت على أهمية إعطاء الأولوية لجوانب الحياة المهمة بالنسبة لها وهي: العمل والحياة الاجتماعية والصحة والذات. تكمل قائلةً: “أتأكد من قضاء بعض الوقت في الأستوديو، وابتكار أعمال وتطوير مفاهيم وأساليب جديدة للتعامل مع الرسم. ومن المهم أيضاً بالنسبة لي شرب الماء بكثرة، واتباع نظام غذائي متوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم، بالإضافة إلى ممارسة اليوغا والتأمل ثلاث ساعات أسبوعياً على الأقل للحفاظ على سلام نفسي وصحتي.”
اكتشفت مريم العليمي، محررة الأزياء التي أصبحت مصمّمة أزياء، حاجتها إلى تحقيق التوازن خلال سنواتها الأولى في مجال صناعة الأزياء المتقدمة. أدركت مريم، المحاطة بسيدات أعمال قويات ومستقلات بأن ما وصلن له هو ثمار عمل دؤوب على مدار الساعة، وأن النجاح يحدده بذل مجهودات متراكمة، وليس العمل لساعات لا ينتهي. تقول مريم: “اعتدت أن أكون منشغلة دائماً في العمل وألا أخصص وقتاً لزيارة أصدقائي أو حتى الاتصال بهم. كنت متوترة ومرهقة ولم أدرك أنني بحاجة إليهم في حياتي، حتى بدأنا نلتقي أكثر”. الآن، هي حريصة على توفير الوقت للأشياء التي تغذي صحتها العقلية والبدنية – حتى تحت ضغوط العمل. وتضيف قائلةً: “التوازن هو إدارة الوقت – إيجاد الوقت لتقومي بكل ما تريدين دون أن يؤثر شيئاً على الآخر أو يمنعكِ من فعل ما تحبين”.