قطعٌ أصلية صمدت أمام تجارب الزمن
تحجب الحداثة آثار العصور القديمة والتأثير المصاحب للأغراض التي لطالما شكلت جزءاً من حياتنا اليومية. نحن نقبل التجديد دون تردّد – خصوصاً عندما يتسم بالبساطة – إلّا أننا كثيراً ما نغفل التساؤل عمّا فقدناه في مسيرة العصرنة إلى أن تصبح الأدوات القائمة زائدة عن الحاجة. ثم تظهر هذه الأدوات مجدَّداً على شكل مقتنياتٍ فنيةً لتذكيرنا بقيمة المواد الطبيعية والعمليات الخام والقرب من الطبيعة، التي لا يمكن اقتناءها إلا بصفتها آثاراً خالدة لا تُقدّر بثمن.
يسبق نتاجُ التجديد أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا – فهو يتجلَّى في أدواتٍ عمرها قرون، يظل كمالها وإتقانها صنعها لا مثيل له، حتى ولو سُخرت لذلك أكثر الآلات ذكاءً في عصرنا. ابتكر أسلافنا من الثقافات حول العالم على مر العصور أدواتٍ مفيدةً وقيَّمة لتقديم حلول للتحديّات اليومية لديهم. وقد صمدت هذه الأدوات – بما تتميّز به من دقة في الصنع – أمام اختبار الزمن، وأسهم جمالها في انتشارها حول العالم – ولكن في بعض الظروف، جاء انتشارها في مختلف الأماكن على حساب انفصالها عن أصولها. إذا لم ترتبط هذه الأدوات بأصلها، فإنها تتحول إلى ظلٍ لنفسها، ومع مرور الزمن، فإنَّ الأشخاص والأماكن الذين صنعوا هذه الأشياء الخالدة ببراعة وإتقان سوف يدخلون في طيّ النسيان.
نتمنى من خلال استكشاف الآلات القديمة أن نُسمع صوت همسات القصص التي أصمتتها النزعة إلى التجديد، وكذلك تسليط الضوء على مسار العودة إلى أصول هذه الأدوات لنتمكن من رؤيتها بمنظور جديد – وربما مختلفٍ – في زمننا الحالي.
Kindred Black
"إذا لم ترتبط هذه الأدوات بأصلها، فإنها تتحول إلى ظلٍ لنفسها، ومع مرور الزمن، فإنَّ الأشخاص والأماكن الذين صنعوا هذه الأشياء الخالدة ببراعة وإتقان سوف يدخلون في طيّ النسيان."
هذا الوعاء مُستوحى من ثقافة المايا في شبه جزيرة Yucatan في المكسيك، حيث تعاون حرفيون مدرَّبون بطريقة تقليدية مع الإقليم لصناعة هذه الأداة يدوياً. عندما تتفاعل النغمة الفريدة لخشب الـ Tzalam مع المدقَّة الصخرية، تنتج قطعةً فنية منحوتة بالفطرة وعملية في آنٍ واحد، مما يضفي على منزلكِ جوهراً طبيعياً خالصاً.
Turquoise Mountain
هذه الأداة المصنوعة من الخشب والصخر لها جذورٌ عميقة في المكسيك؛ حيث يُستخرج صخر الأوبسيديان الأسود بشكل جماعي من المناجم في Hidalgo ويتم تشكيله يدوياً بالقرب من Pyramid of the Moon (أو هرم القمر). كما أن القدرة العلاجية لهذه الأداة البسيطة ظلت قائمةً على مدى آلاف السنين، حتى أنها تُستخدم لتوزيع زيوت الوجه، مما يساعد على تنشيط الدورة الدموية، فضلاً عن كفاءتها النفسية في السيطرة على الخوف والقلق والغضب.
ذكرت البروفيسورة Kimmerer في كتابها كيف أن البشر مازال ينقصهم الكثير ليتعلموه ويستقبلوه من الكيانات الحيّة الأخرى؛ وبالرغم من أننا قد لا نتذكر كيف نستمع إلى الأرض، من المهم جداً أن نتعلم مرةً أخرى. وتبيُّن لنا من خلال هذا الكتاب كيف نتقبل العالم الطبيعي كمدرس لنا، ما يجعل هذه الطبعة بمثابة تنفيذ جوهري لتوجيه الحداثة بالفضيلة والسمو.
يُعد جرس الماعز أداة أساسية للشعوب التي تعتمد على الزراعة، ومع ذلك تتجاوز هذه الأداة فائدتها لتصبح عنصراً للتزين يستخدمه معظمنا. تنقل هذه الآلة النحاسية السميكة – المشكَّلة يدوياً بواسطة أهل قبائل Nuer (النوير) في السودان – جمال الأدوات التي صُنعت بحرفية لأداء غرضٍ بسيط.
صُنعت هذه الأداة يدوياً من قبل حرفيين من أوغندا وباستخدام قرن بقر الأنكول – من مواد ذات مصدر أخلاقي وتُعد منتجاً ثانوياً في صناعة الطعام والجلود، ويساعد استخدامها في هذه الأدوات المنزلية على تقليل الهدر البيئي. يعني الاختلاف الطبيعي لكل قرن أن كل قطعة تتميَّز بجمال متفرّد.
يُعد استخدام الورنيش من الممارسات القديمة، وانتشاره ملحوظٌ في العديد من الدول الآسيوية؛ وهذه الحرفة ذات أهمية خاصة في ميانمار على وجه التحديد، حيث تدخل في النسيج الاجتماعي والثقافي للحياة هناك. وحالياً، يستخدم الحرفيون أساليب توارثتها الأجيال، وعلى هذا النحو يحافظون على هذا التقليد حيّاً.
صُنعت هذه المروحة اليدوية الهلالية في كولومبيا باستخدام أوراق نخيل الأريكا (Iraca)، وتحتوي على مقبض بحلقة، بحيث يمكنكِ طيّها ووضعها في حقيبتكِ أو حزامكِ أو تعليقها على الجدار – يمكنك اختيار استخدامها إمَّا على شكل زينة أو كأداة عملية تستفيدين منها. صُنعت هذه المراوح اليدوية في ورشٍ صغيرة بشكل يدوي، وبالتالي ستكون كل قطعةٍ فريدةً من حيث الملمس واللون وتعكس آلية عمل صانعها.
مازالت بلدة Solsona الإسبانية، التي تقع خارج حدود برشلونة، رائدةً في صناعة السكاكين منذ القرن السادس عشر، وتميَّزت بمهارة حرفيها منذ القرن الثامن عشر، ولكن لم يعد هناك اليوم سوى بقايا من هذه الحرفة التي امتدت لقرون من الزمن. عائلة Pallarés هي واحدة من آخر العائلات التي حافظت على هذه الحرفة، ومازالوا يشحذون السكاكين يدوياً ويختمون كل قطعة باستخدام الطرق التقليدية في الورشة الخاصة بهم. يُنصح باستخدام حجر الشحذ الوردي الطبيعي الرائع هذا للحفاظ على نصل السكين ناعماً وحاداً لسنوات مديدة.
فخار التراكوتا نوع من الآنية الفخارية المعتمدة على الطين، وقد استُخدم لقرون عديدة للأغراض العملية والزينة على حدٍ سواء؛ وقد تم توظيفه في تشييد المباني والمزهريات والمنحوتات أيضاً. تشهد هذه الخزفيات البسيطة التي يقدمها متجر Noa Atelier على قابلية الاستخدامات المتعددة المتأصلة في موادها – حيث يمكن استخدامها على شكل أكواب أو قدور أو زينة أو أوعية للتوابل – مع إمكانية تحول أغراض استخدامها مع مرور الوقت عند حاجتكِ إلى أدوات جديدة.
هذا الطبق الخشبي الكبير مصنوع يدوياً بواسطة السكان الأصليين في قبيلة Tarahumara (التاراهومارا)، الذين يعيشون في جبال Sierra Madre في ولاية Chihuahua (تشيواوا) في المكسيك، ومازال معظمهم يمارسون نمط الحياة التقليدي، لا سيّما السكن في منازل مصنوعة من عناصر الطبيعة والتنقل على طريقة البدو الرحل في فتراتٍ معيّنة خلال العام. اشتهرت أوراق شجرة المادرون ولحاؤها بخصائصها الطبية، وفي الوقت ذاته، تتميَّز بمتانة خشبها مما يجعله مادةً فريدة لصنع أدوات يمكن استخدامها للزينة وللوظائف اليومية.
سُميت هذه السلّة تيمناً باسم مقاطعة Binga في زيمبابوي، وكانت تُستخدم بطريقة تقليدية في الزراعة لغرض تذرية الحنطة. نُسجت هذه الأوعية الدقيقة والعملية يدوياً باستخدام أوراق النخيل المجفَّفة بشكل طبيعي؛ ويمكنكِ أن تدركي قيمتها كأداة عملية أو كعنصر للزينة، وبكلتا الحالتين فإن هذه السلال ستضفي جمالاً استثنائياً إلى منزلكِ.
صُنعت بطانية كشمير الهمالايا هذه في نيبال، باستخدام تقنيات تقليدية، وهي منسوجة يدوياً وصُممت بنمط خطوط محايدة. يعمل Denis Colomb بتعاون وثيق مع ورش عمل مملوكة لأسرٍ صغيرة تعمل على صناعة قطعٍ لطالما صمدت طويلاً في اختبار الزمن، وباستخدام أساليب حرفيةً التي يمتد عمرها لمئات السنين وتعكس ثقافة القبائل البدوية للمنطقة.
يمكنكِ استخدام هذا الوعاء حسب رغبتكِ، لاحتواء العديد من الأغراض المنزلية والحفاظ على سلامتها. سوف يضمن المذهب الطبيعي الواقعي – الذي استوحيت منه هذه السلَّة والذي يظهر جلياً في تكوينها – وجودها السلس في منزلكِ. تستمد Alison Dickens إلهامها من الريف الإنجليزي وتستخدم مواد أصلية من تلك الأماكن، كما توظّف تقنية لف الحبل من أجل ضفر خيوط نبات الصفصاف ولحاء الشجر والمواد النباتية الأخرى، وتشكّلها في أوعية نحتية تربطكِ بالأرض الإنجليزية.
تُعد هذه المكانس والفُرَش جزءاً لا يتجزّأ من الأغراض المنزلية اليابانية على مدى قرون من الزمن، وانطلاقاً من كون النظافة فضيلة ملزمة؛ فإن رشاقة هذه الأدوات المنزلية اليومية ومتانتها تجعلها جزءاً ثابتاً في منزلكِ، كما تضمن ألياف النخيل القابلة للدوران أن يبقى منزلكِ مفعماً بالحيوية.
