وُلدَت وترَبّت في المملكة المتحدة، قبل بضع سنوات فقط وجدت نفسها تعود إلى جذورها لإطلاق أول متجر متكامل، أو ما يعرف باسم concept store، في جدّة.
وبعين ثاقبة ترصد التصميم الجميل، ومعرفة تلقائية بما يرغب فيه العميل، شهدت تمارا انتقال Homegrown Market من نجاح إلى نجاح بعد وقت قصير من إدارته. فالمنتج بلا شك يعتمد بقدر كبير على موهبة صانعه ودافعه؛ بمعنى أنّ صاحب الموهبة وُلِدَ ليكون صاحب مشروع أو رائد أعمال.
هل يمكن أن تحدثينا عن فكرة Homegrown Market؟
إنّ Homegrown Market بمثابة منصة للمواهب المبدعة في الشرق الأوسط. تقدم للمبدعين المحليين فرصة لعرض منتجاتهم وبيعها دون الحاجة إلى تدبير ودفع مبلغ كبير لتوفير مكان بيع خاص بهم. نعم، إنني أتفهم أن العديد من روّاد الأعمال الشباب يصابون بالإحباط بسبب التكلفة والنواحي الفنية لمرحلة الإعداد قبل أن يبدأوا أصلاً، لذا نوفر لهم طريقة سهلة للتركيز على شغفهم ألا وهي مرحلة الإبداع. وبعد ذلك يمكننا أن نطرح معروضاتهم ونبيعها ونسوقها أينما أمكننا ذلك، ونساعدهم كذلك في معرفة ما يروج في السوق.
في الواقع، لدينا أشخاص بدأوا معنا، والآن قد افتتحوا متاجر خاصة بهم. وحقيقةً، إن رؤية ازدهار ونجاح هذه العلامات التجارية أمر مُرضٍ بشكلٍ لا يُصدق.
بصفة شخصية لماذا كان يهمك إنشاء concept store كهذا؟
ليس من السهل العثور على وظائف، وخصوصًا في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، وأعلم أن هناك العديد من الأشخاص الذين يتمتعون بمواهب رائعة ولكن ينقصهم فقط إمكانات العرض أو وسائل الترويج لأنفسهم. أرغب في تشجيع وتحفيز تنظيم المشروعات وريادة الأعمال؛ نظرًا إلى أن هذه المشروعات الصغيرة هي العمود الفقري لكل اقتصاد، وأرغب في رؤية نجاح المملكة العربية السعودية بصورة عامة، ومواطنيها الموهوبين تحديدًا.
قبل أن تبدئي Homegrown، هل كانت لديكِ خبرة في نفس المجال؟
لقد درست في مجال دراسات التنمية والسياسة، وكان حلمي الالتحاق للعمل في الأمم المتحدة، ولكن سرعان ما أدركت أن السياسة وكل ما يتعلق بها لا يناسبني. ومن هذا المنطلق، ارتأيت أنه لطالما كانت الرغبة في إحداث تغيير تمثل جزءًا من شخصيتي. وصَاحَبَ ذلك حبي لجميع الأشياء الإبداعية وأود القول إن مشروع Homegrown كان من نواحي عديدة التطور الطبيعي.
على الرغم من أنك ولدتِ في لندن فإنه من الواضح أنك متعلقة تعلقًا حقيقيًا بتراثك. فما الذي تحبينه بشدة في العيش هنا؟
العيش هنا رائع جدًا. فالصحراء رائعة حقيقة؛ التنزه والجلوس حول النيران والنظر إلى السماء المرصعة بالنجوم – كل هذا أشبه بترياق قوي للمدينة وصخبها. وإذا ما ابتعدت، فستجدين الخضرة والأنهار والحياة البرية الجميلة.
كما أنه من الممتع العودة هنا؛ حيث تُفتح صالات العرض والمعارض في جميع الأوقات، وثمة تغيير حقيقي يلوح في الأفق.
هل تودين القول إنه ثمة نهضة في مجال تنظيم المشروعات وريادة الأعمال بين النساء في المملكة العربية السعودية؟
نعم، في جدّة والرياض كلتيهما، فتنظيم المشروعات ينمو بجنون. وتدير النساء أموالهن بأنفسهن ومن الرائع رؤية ذلك. وهذا ما يحفزني للمضي قدمًا في Homegrown ومواصلة تقديم فرصة متى استطعت.
ما أود قوله عمومًا: إن الأمور تتغير لصالح النساء هنا. منذ وقت طويل، ولطالما كان لدى النساء السعوديات هذا الطموح لمواصلة تعليمهن والحصول على حياة مهنية ناجحة. والآن تحقق ذلك، وأخيرًا حان الآن دورهن. لقد نجحن منذ فترة وسوف يستمررن في تحقيق النجاحات.
كيف يبدو النجاح بالنسبة لكِ؟
إذا ما استطعت الاستمرار في مساعدة الموهوبين – الذين قد يتم تجاهلهم إذا لم أفعل ذلك – وجعلهم مشهورين، فإن ذلك سيشعرني بالسعادة. وفي نهاية المطاف أود تطبيق ذلك خارج منطقة الشرق الأوسط كذلك؛ فأنا من أشد المشجعين للموهوبين المهضوم حقهم.
"منذ وقت طويل، ولطالما كان لدى النساء السعوديات هذا الطموح لمواصلة تعليمهن والحصول على حياة مهنية ناجحة. والآن تحقق ذلك، وأخيرًا حان الآن دورهن. لقد نجحن منذ فترة وسوف يستمررن في تحقيق النجاحات."