our list

نوف حكيم
نوف حكيم مبدعة موهوبة بالفطرة، قادتها الحياة إلى التدريب الذهني وممارسة التأمل؛ وهي امرأة سعودية تستمدُّ قوتها من إدراكها بأن القوة الحقيقية تكمن بداخل الإنسان.

وإن حالفكِ الحظ يومًا وقابلتِ نوف، فإن أوّل ما ستشعرين به هو طاقة من الهدوء تغدقكِ بها. فبمجرد دخولنا إلى The Lighthouse الذي تُجري فيه معظم جلساتها للتأمل، شعرنا بالاسترخاء على الفور وانسابَ الحوار بيننا كما لو كنّا أصدقاء. وماذا كانت النتيجة؟ حديث رائع ومُلهم نأمل أن ينال إعجابكم.

كيف كانت معرفتكِ الأولى بالتدريب الذهني والتأمل؟

كان ذلك قبل حوالي 4 أعوام، عندما واجهتُ محنًا في حياتي الشخصية، وأوصاني أحد الأصدقاء بممارسة التأمل. كانت البداية مجرد الاستماع إلى مقاطع مدّتها خمس دقائق من تقديم Gabriele Bernstein، “العاشق الروحاني”، بدأتُ بعدها تدريجيًا في تطبيق أنواع مختلفة من التأمل. كنت لا أزال أجهل تمامًا الروحانية في هذه المرحلة – فقد كنت أتأمل فقط بهدف الاسترخاء.

كيف انتقلتِ إلى المستوى التالي؟

حسنًا، تعرَّفتُ إلى معلمة في دبي تُدعى Cyntha Gonzales، وهي التي أرشدتني خلال جلسة التنفس بتقنية Holotropic. إنها عملية غَمر المخ بالأكسجين؛ مما يولّد تجربة روحية خاصة بداخلكِ – والتي أعتقد أن بإمكانكِ أن تطلقي عليها “رحلة” طبيعية. ولقد استمتعتُ بهذه الرحلة بصحبة Cyntha، وانتهيت إلى التدريب في مجال التأمل والفن التلقائي مع تطور روحاني. وسرعان ما أصبح ذلك كل حياتي وشغفي.

ما الذي أخرج فكرة “The Lighthouse Concept” إلى النور؟

في بداية رحلتي، لم أنوِ مطلقًا تأسيس The Lighthouse ولكن عندما ذهبتُ إلى دبي وعملت مع Gonzales، عشقتُ المجتمع هناك وكان التأمل ضمن مجموعة هو أشهى ما في هذا العالم بالنسبة لي، وتمنيتُ لو كان هناك شيء مماثل في وطني. وعندما عدتُ إلى جدّة، حلمتُ بإخراج هذه التجربة إلى النور هنا – وقد أصبح الحلم حقيقة في نهاية الأمر. وقد وفّر أحد الأصدقاء المكان لي ومن هنا بدأ انتشار الخبر. ومع ذلك، سيصبح هذا المكان قريبًا منصة على الإنترنت تخدم مجموعة كبيرة من الأشخاص في المنطقة وربّما العالم، وذلك من خلال حلقات العمل المعنية بالرفاهية، والتأمل الموجَّه، والطرق المبتكرة للتعافي.

كيف تحوّلت The Lighthouse Concept من العالم الحقيقي إلى العالم الرقمي؟

توَاصَل معي أشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي ممن يقطنون خارج جدّة وأبدوا رغبتهم في المشاركة في أنشطة The Lighthouse وعن تَوْقِهم لحضور الجلسات افتراضيًا. لم أكن واثقة بأنه حان الوقت لذلك بعد، ولكن بعد التفكير بإمعان، توصّلتُ إلى القرار ذات صباح، وبدا وكأنه عمل نابع من وحي الإلهام ينبغي القيام به. سنقوم أنا وزوجي نور عزوني بإدارة هذه المنصة الجديدة؛ فكلانا شغوف بالتدريس والتعلُّم. كما كنَّا نُجري جلسات البث المباشر على انستجرام أحيانًا بهدف مناقشة مختلف الموضوعات، وحينها أدركنا أن الاهتمام أكبر بكثير. ستضم المنصة موادَّ تتعلق بالتأمل الموجَّه، ومدوّنة صوتية، ومدونة، ومقاطع فيديو ذات محتوى مجاني ومدفوع على السواء، كما سنُنظم رحلة أو رحلتين للاختلاء كل عام نتوجّه فيها نحن ومجموعة صغيرة من الأشخاص إلى بلد أجنبي نأخذ بأيديهم لنذهب في رحلة لاستكشاف أعماقنا.

بوجه عام، مع اتساع نطاق الاهتمام العالمي بالرفاه، يبدو من المنطقي إنشاء منصة إلكترونية. كيف تتصورين تطور المجال والرفاه الشخصي من خلال منصة على غرار هذه المنصة في المستقبل؟

أعتقد أن المشاركة ستزيد وستصل أصداء هذا الاهتمام إلى السوق العربية بدرجة أكبر وستساعد في زيادة الوعي بشأن الموضوعات التي لم تُعالَج عادةً تحت مظلة وسائل الإعلام الرئيسية.

ذكرتِ أن المحن الشخصية كانت المحرِّك لسعيكِ وراء هذا التمرين في بادئ الأمر. إلى أي مدى ساهم ذلك في تغييركِ؟

بدرجة كبيرة وإيجابية جدًا. ففي المقام الأول، منحني ملاذًا آمنًا ألجأ إليه في داخلي. فقد اعتدتُ في السابق على الاتصال بصديق أو بعائلتي عند مواجهتي لمحنة ما، ولكن الآن أدركُ أن بإمكاني الوصول إلى ذلك السلام الداخلي بنفسي. لقد أمدَّني بقوة كبيرة إلى جانب الاعتماد على الذات بدرجة كبيرة – فهو تمرين يومي أستطيع الوثوق به للحفاظ على اتساقي وقوتي.

لمَ تعتقدين أنه تمرين مفيد للنساء السعوديات على وجه التحديد؟

من واقع تجربتي الشخصية، لقد أيقظ قوتي الشخصية. ذلك أني اعتدتُ على أن أستمد هذه القوة من الطبيب أو الصديق أو المُعالِج، ولكن عندما بدأتُ في عمل تمارين التأمل، أيقنتُ أن هذه القوة تكمن بداخلي أنا وحدي.

وكونكِ امرأة، تصبحين أقل اعتمادًا على الذكور من أفراد العائلة أو الشركاء المقربين أو الأطباء. وخلاصة القول – لم تعودي بانتظار مجيء الشخص المنقذ. إنه شعور مذهل بالقوة.

هل رأيتِ نساءً يحضُرن ويتغيرن؟

مراتٍ عديدة، إنه لأمر مذهل. في البداية كانت تساورني بعض الشكوك إذا توقفت إحدى النساء عن الحضور، وأتساءل عن السبب – ثم أراها في المجتمع امرأةً هبّت عليها رياح التغيير، وألاحظ أنها أصبحت منارةً لمجموعة أخرى وأنها بالخارج تنشر المعلومات حول The Lighthouse. لقد شهدتُ نساءً يستجمعن القوة لعلاج المشاكل الداخلية للأطفال، ويعملن من أجل إنجاح زواجهن، ويستجمعن الشجاعة والقوة.

أعتقد أنه يمكن تصنيف الكثير من الأشخاص الذين يحضرون إلى The Lighthouse إلى فئتين. شخص يمر بمحنة وشخص يبحث عن ضالته ويشعر بالضياع.

هل تشعرين أن هذا وقت ميمون للنساء في المملكة العربية السعودية؟

بكل تأكيد. ويروقني بداية اعتلاء الجيل الصاعد لمناصب مهمة واتخاذه قرارات مهمة؛ فقد بدأت السلطة تنسلّ من أيدي الهيمنة الذكورية التقليدية لتقع في أيدي أصحاب التفكير المستقبلي.

احكي لنا قليلاً عن مجال عملكِ السابق

عملتُ في مجال الموضة – وبدأتُ في إطلاق علامتين تجاريتين هما Sotra وHaal Inc.، التي شاركتُ في تأسيسها، حيث تنتج العلامة الثانية عباءات عصرية ومتطورة. في بداية الأمر، استمررتُ في إدارة العلامتين جنبًا إلى جنب مع التدريب الذهني والتأمل، ولكن بعتهما في النهاية لشريكي في العمل آنذاك. ومنذ ذلك الحين افتتحتُ متجر Once Upon a Chair وهو يمثل مفهومًا للأثاث الكلاسيكي. يمكنكِ القول إني صاحبة سلسلة من الأعمال الحرة…

في رأيكِ، ما الذي أدَّى إلى ظهور هذه السلسلة من الأعمال الحرة؟

الإبداع، وببساطة أن يكون المرء مُبدعًا ويفعل أشياءَ جديدة. وإذا رأيتُ الملل يخيِّم على الأجواء، أجد نفسي أبتكر مفاهيم جديدة. كما أني لا أعتقد أيضًا أن هذا هو أقصى ما يمكنني الوصول إليه، فما زال في جعبتي الكثير.

هل يمكنكِ القول إن عائلتك شجَّعت هذا الجانب بالنسبة لك؟

لم تمنعني عائلتي، ولكن كانت الرغبة المُلحة من داخلي في الخروج لفعل ذلك بمفردي. فالأمر عائد إلينا في النهاية.

إلى أي مدى يمكنكِ مقارنة ما تفعلينه الآن بما كنتِ تفعلينه في السابق؟

يتعلق هذا أكثر بالداخل بينما كان يتعلق ذلك أكثر بالخارج. فكلٌّ منهما يتصف بغاية الإبداع ولكن بطريقة مختلفة، ولكني أشعر بأني أكثر رضا الآن.

يستخدم أغلب الأشخاص التأمل من أجل التوقف عن التفكير، الآن بعد أن أصبحت مهنتكِ، هل لا زلتِ تفكرين به باعتباره تمرينًا للاسترخاء؟

بكل صراحةٍ، أفعل ذلك من الناحية المهنية الآن، فقد بَعُد عن كونه تمرينًا شخصيًا خاصًّا. وغالبًا ما أنسى نفسي في عملية الخدمة والعطاء هذه، وأدرك فجأةً أنه يجب علىَّ أن أنزوي إلى نفسي مرةً أخرى وأشحن إرادتي لأتمكن من العطاء للآخرين بفعالية.

هل لا زلت تحبينه وتعتمدين عليه كثيرًا؟

نعم. أشعر بالإلهام. وأحمل درجة البكالوريوس في التربية؛ لذا لدي شغف التدريس، وأشعر بالإلهام عند التدريس. يحفزني هذا الإلهام على المُضي قدُمًا، وإذا نال الإجهاد منّي، أرجع إلى التأمل كوسيلة للتكيُّف.

كيف كانت ردة الفعل تجاه The Lighthouse Concept؟

شَعَر بعض الأشخاص بالإلهام والتشجيع كثيرًا؛ في حين انتابت البعض الآخر الشكوك قليلاً. لا يزال بعض الأشخاص يصنفون التأمل والتدريب الذهني ضمن فئة الروحانية – بل يدافعون عن معتقداتهم الخاصة. أشعر بأن السبب في ذلك هو الخوف من المجهول.

ما شعوركِ حيال ملازمة الدين للروحانية؟

أعتقد أن الروحانية هو المفهوم الذي يوحّد بني البشر – ممن يعتنقون دينًا أو لا. فهو بمثابة مظلة لأرواح بني البشر، بصرف النظر عن معتقداتهم الفردية.

هل تمارسين التأمل مع أطفالكِ؟

نعم، وبخاصة قبل الخلود للنوم، حيث أقرأ لهم أحيانًا عن التأمل. وهناك كتاب رائع جدًا يُسمّى “الجلوس ساكنًا كالضفدع” (Sitting Still Like a Frog) يضم قصصًا عن التأمل للأطفال. أحب هذا الكتاب وكذا أطفالي.

كيف تصفين نفسكِ كأم؟

يمكنني القول إني أمٌ واعية، وعلى دراية بمجريات الأمور وأعمل على تحسين علاقتي بأطفالي على الدوام. كما يتمثل أكبر تأثير لي فيهم فيما يرونني أقدمه، لذا أنا على وعيٍ تام بتلك الحقيقة.

أذهب لرؤية أخصائية في الخدمات الوالدية: وقد نصحتني بأن أفكر في أمرٍ واحد. ما هو نموذج الأم الذي طالما تمنيتِه في طفولتكِ؟ ضعي نفسكِ محل أطفالكِ. ومن هذا المنطلق تغيَّر كل شيء؛ حيث بدأت في هذه المرحلة أن أعطي بمحبة وأصبحتُ أكثر حضورًا وفي الوقت المناسب.

كيف ستحتفظين بشعورك بالارتباط على المستوى الشخصي بهذا المنحى الجديد الذي تتبعينه؟

في الحقيقة، هذا الأمر يشغل حيزًا من اهتمامي. سأظل أجري جلسات الإرشاد الحدسي الشخصيّة. هذه هي إحدى الطرق، كما سأستمر في متابعة محادثات البث المباشر على وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة آراء الأشخاص، هذا إلى جانب التحدث باللغة العربية لإزالة الحواجز، وبناء جسر التواصل مرة أخرى مع الأشخاص.

وأخيرًا، هل تشعرين بأن التغذية والصحة البدنية ضروريتان بقدر التأمل من أجل الصحَّة النفسية؟

نعم، بلا شك. في الواقع أجرِّب حاليًّا حمية نباتية – وهذا بمثابة أمرٍ مذهل، ورحلة إبداعية بالنسبة لي؛ إذ لم أكن معتادة على الطبخ مطلقًا – كنتُ أتناول الطعام بالخارج كل ليلة، ولكني أطبخ وأبدع حاليًّا، وأشعر بتحسّن كبيرٍ، على المستويين البدني والروحي على حدٍ سواء. وأوصي بشدّة باتباعها كنمط حياة ولو لفترة زمنية وجيزة.

"أعتقد أن الروحانية هو المفهوم الذي يوحّد بني البشر - ممن يعتنقون دينًا أو لا. فهو بمثابة مظلة لأرواح بني البشر، بصرف النظر عن معتقداتهم الفردية."
Nouf Hakeem

لمحة سريعة عن نمط حياتها

منزلها
Yoga and meditation
عافيتها
أناقتها
لحظاتها

من الداخل للخرج

Crystals

مقتنياتها الأساسية: أحتفظ ببلوراتي دومًا معي. لدى البعض منها وأحب أن آخذ واحدة لتكون مصدر إلهامي لما يمكن أن تجلبه لي في أيامي أو أسفاري.

كتاب تقرأه حاليًّا: كتاب “قوة الآن” من تأليفEckhart Tolle.

أكلاتها المفضلة: أعشق الأكلات من المطبخ الأسيوي

الملاذ الذي تلجأ إليه: Santa Monica، بالتأكيد.

نمط ملابسها: نمط ملابس عصري قريبٌ نوعاً ما من نمط ملابس طلاب المدارس

Mantra

I am

المكونات: الباذنجان، بما أني نباتية، يُعد هذا بديلاً رائعًا للحم.