our list

آلاء بلخي
مواطنة عالمية أخذت على عاتقها مهمة إنشاء منبرٍ لرواية قصص الثقافة العربية العصرية؛ تعيش آلاء بلخي حياتها مدفوعة بالشغف والإبداع وإرثها السعودي الغني.

آلاء بلخي باحثة عن القصص والحكايات. هذه الشابة المنشغلة دائماً والتي تشعّ بقوة طبيعية ناعمة، تتمتع بروح فنيّة عميقة ساعدتها على النجاح في سن مبكّرة مع علامتها التجارية الأولى “Fyunka“. ولم يمضِ وقتٌ طويل حتى دفعها ذكاؤها الثقافي الفذ إلى جمع مختلف المشاريع الإبداعية والملهمة لعرب المهجر تحت مظلة مجلّتها MinaaZine التي تصدر كل ثلاثة شهور. تتعامل آلاء بسهولة مذهلة مع العديد من المشاريع التي يمثل كلٌ منها وعاءً لرسالة متجذّرة في الثقافة العربية.

من أين أتت فكرة MinaaZine؟

جاءت الفكرة لأنني من المملكة العربية السعودية وأعيش في نيويورك، وكثيراً ما أجد نفسي في حديثٍ مع أشخاصٍ من كلا المكانين، ولذلك وجدت نفسي أبني هذا الجسر الذي كنت أعرّف من خلاله الناس على بعضهم بعضاً، والذين ما كانوا ليلتقوا أبداً دونه بسبب الحدود الجغرافية والثقافية. جعلني هذا أفكر في إنشاء شيء [يجمع المكانين معاً]. حيث لا يمكنكِ مصادفة مثل هؤلاء الأشخاص على Instagram ، لأنهم ينتمون إلى شبكة مختلفة تماماً. أريد لمنصة MinaaZine أن تنموَ عضوياً، وأن تصبح في الوقت نفسه قاعدة بيانات إبداعية تكون بمثابة همزة وصل بين الأشخاص في نفس التخصصات وأداة تسهّل التعاون بين مختلف المجالات أيضاً.

أول نشاط قمنا به كان خلال شهر رمضان الكريم، حيث قمنا باستخدام خاصية Insta story لعرض قصص 30 شخصاً من مختلف دول العالم من خلال حساب MinaaZine على تطبيق Instagram.

استضفنا في أحد الأيام، امرأة تركية تعيش في ألمانيا مع زوجها الباكستاني، وتعمل لدى شركة تويتر، وتمتلك ماركة للكتان العضوي الذي يتم انتاجه في باكستان. كانت قصتها مذهلة حقاً، وقد تمكّنت من روايتها خلال استخدامها حسابنا.

حياة الأشخاص متشابهة إلى حدٍ كبير في شهر رمضان الكريم، ولكن من خلال القصص اليومية التي كنا نعرضها استطعنا رؤية الكثير من التنوع في الطريقة التي يعيش بها كل فردٍ هذا الشهر الفضيل. كان من المثير حقاً أن نعيش هذه التجربة ونحن نتطلع قدماً إلى القيام بها مرة أخرى هذا العام.

ا الذي اكتشفتِه، حول الوضع الثقافي والاجتماعي للعالم العربي من خلال العمل على مجلّتك؟

اكتشفتُ أننا جميعاً متشابهون إلى حدٍ كبير، ولكن لكلٍ منا قصّة مختلفة. إنه لأمرٌ مدهش أن تلتقي بأشخاص ينتمون إلى نشأة مختلفة عنكِ ولكنكِ تشعرين بأنك قريبة منهم بشكلٍ كبير، وهذا ما أردت أن أفعله من خلال MinaaZine، أن أجمع الأشخاص، أن أكون همزة وصلٍ بينهم وأن أعزز بهذا الحوار حقيقة عيشنا الأشياء والتجارب نفسها.

غادرتِ كندا عندما كان عمركِ تسع سنوات وانتقلتِ للعيش في جدّة مع عائلتكِ. كيف كان هذا التحوّل بالنسبة لكِ من ناحية اللغة؟

كان التحدث باللغة الإنجليزية مثيراً جداً في التسعينات، لأن اللغة الإنجليزية لم تكن تُدرّس في المدارس العامة حتى الصف الثاني عشر، لذلك إذا كنتِ تتحدثين الإنجليزية، فذلك يعني أن والدتكِ أجنبية أو أنكِ تذهبين إلى مدرسة خاصة. كان شعوراً غريباً أن أجد نفسي وسط هذا. فمع صديقاتي، كان حديثنا الشفوي أو الكتابي [مثل MSN] باللغة الإنجليزية، ومع عائلتي كنت أتحدّث اللغة العربية. كان أمراً ممتعاً أن أتحدث الإنجليزية في ذلك الوقت، وأرى اليوم بأن هذا الأمر قد تغيّر، بل أعتقد أننا أصبحنا نتقبّل هذه الثقافة بشكلٍ أكبر.

إن الإحصاءات حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية مذهلة. هل تعتقدين أن لها تأثير كبير على الأنماط الاجتماعية؟

بالتأكيد. لا توجد في السعودية أماكن عامّة. على الأقل لم تكن هناك أماكن عامةٌ في السنوات الخمس الماضية، عندما بدأت وسائل التواصل الاجتماعي بالانتشار. لم يكن الناس يلتقون ببعضهم بعضاً، حيث أن المرء كان يمضي وقته مع الأصدقاء الذين يعرفهم منذ وقت طويل، أو مع عائلته. أعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي قد خلقت هذا الفضاء العام على الإنترنت حيث يمكن للناس أن يتحدثوا ويتواصلوا مع بعض دون أن يشعروا بأنهم ارتكبوا خطأً ما. خاصة إذا ما كان هذا التواصل بين الجنسين. من المقبول في المجتمع اليوم عندما تلتقي بشخص أن تقول: “لقد التقيت به على تويتر”، لأنه المكان الوحيد الذي يمكنك فيه التواصل مع الجنس الآخر. ليس في المدرسة، وليس في مكتب الطبيب، لأنه لم يكن هناك مكان عام.

كيف أثّر هذا التحوّل فيكِ على الصعيدين المهني و/أو الشخصي؟

أنا من مدينة جدّة، ولكني لم أزر الرياض أو الخُبر قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي. لقد ذهبت إلى تلك المدن بفضل إطلاق “Fyunka“، لأنني تعرّفت على الأشخاص [على الإنترنت]. كنت أعرف بالفعل ما يفعلونه، وأين يعيشون، وهذا جزءٌ من الحديث لا يتم التطرق إليه عندما تلتقي بشخص ما لأول مرّة [في الحياة الواقعية]. تتسم ثقافتنا بالخصوصية ولكن تواجدنا على شبكة الانترنت يكسر حواجز الخصوصية هذه.

لقد حققتِ نجاحاً كبيراً في سنٍ مبكّرة من خلال ماركة Fyunka، كيف حدث ذلك؟

تخرجتُ كرسامة، ثم بدأت في إنشاء المشاريع. لم يكن هناك الكثير من العلامات التجارية للأزياء السعودية في عام 2011، أو ربما كانت موجودة ولكننا لم نكن نعرفها، ولذلك عندما أطلقت هذه العلامة التجارية، حظيَتْ بشهرة كبيرة، وأصبحتْ فجأة موجودة في كل مكان. واحدة من العلامات التجارية السعودية الأولى التي عملت بها كانت Sotra. كان من المستحيل معرفة العلامات التجارية الجديدة بشكل عام لأنه لم تكن هناك منصة لإلقاء الضوء عليها. عندما بدأ Instagram، كان هناك الكثير من الدعم من الناس لأنهم كانوا متحمسين جداً لرؤية شيء تم صنعه في بلادهم من قبل فتاة سعودية – إذ كان ذلك أمراً رائعاً حقاً.

هل لازلتِ تعملين على العلامة التجارية؟
لقد بدأتُ العمل عندما كان عمري 21 سنة ثم انتقلت إلى هنا [إلى نيويورك]. لقد واجهتُ العديد من العقبات للحفاظ على الماركة وفي الوقت الحالي أحاول إعادة هيكلتها. تتعامل العلامة التجارية مع القضايا الاجتماعية التي تهمّني كثيراً. وقد تمت مصادرة [إحدى القطع] في المطار وهو أمرٌ مثير للاهتمام. كل شيء في العالم “عالمي” للغاية، لكن في السعودية، عليكِ القيام بتغييره ليتماشى مع ثقافتنا.

إذن هناك سببٌ لكونكِ ناشطةً؟

بالنسبة لي ثمة سببٌ دائماً، لكنني أشعر بالأمان عندما أقول ما يجري في خاطري. عندما لا أحب شيئاً ما في بلدي، أو أرى بعض القضايا الملحة، أحاول أن أتطرق إليها بحذرٍ وعناية، وبطريقة آمل من خلالها أن أفتح مجالاً للحوار دون خلق الجدل.

هل تشعرين بأن لديكِ نفس الشخصية في نيويورك وفي بلدكِ؟

نعم أنا نفس الشخص. فما أود قوله هنا هو ما أود قوله هناك. ولكن لأكون صريحة، أنا أكون على طبيعتي بشكلٍ أكبر في جدّة، ذلك لأن جدّة هي المكان الذي نشأت فيه، ولأنني أفكر باللغة بالعربية، أجد الحياة أسهل في جدّة وبالأخص من حيث فتح الحوارات والمحادثات.

هل ستقولين إن الثقافة العربية جعلتكِ أكثر وعياً بما تقدمينه؟

بالتأكيد، بعض القضايا التي أراها [هنا] هي نفسها القضايا الموجودة في بلدي، ولكن أثرها عليّ يكون أكبر هناك. فعندما يتحدثون عن المساواة بين الجنسين وكل ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، أشعر أنه من المهم بالنسبة لي أن أتطرّق إلى هذه المواضيع في بلدي الأم.

ما هو أكثر شيء تحبينه في تراثكِ السعودي وتشتاقين إليه أكثر عندما تكونين في نيويورك؟

أنا أحب الثقافة واللهجة الحجازية، وأحب أيضاً الشعور بالانتماء. إن التراث الحجازي مزيج من ثقافات أخرى كثيرة، وكل شخص ألتقي به من مدينتي لديه قصة مختلفة. أفتقد ذلك الشيء أكثر من غيره، أفتقد حقيقة ارتباطي بأشياء كثيرة في جميع أنحاء المنطقة بسبب ماهية أن تكون حجازي، أي أن تكون مزيجاً من كل شيء. فعلى سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بالطعام في جدّة.. يمكنكِ تناول غداءٍ مغربي اليوم، وآخر مصرياً في اليوم التالي، فكل يوم تجدين نفسكِ في جزءٍ مختلفٍ من العالم، هذا هو الطعام الحجازي.

ولكن أليس الأمر كذلك في نيويورك؟

نعم، الأمر كذلك ولكنه مختلف أيضاً…هنا تضيف صفة أخرى على كل شيء، كأن تقول “أمريكي-كوبي” أو “أمريكي-مصري”، ولكن هناك الأمر مختلف، الكل هناك حجازي، والكلمة نفسها معقدّة للغاية.

 

 

"تتسم ثقافتنا بالخصوصية ولكن تواجد المعلومات الشخصية على شبكة الانترنت يكسر حواجز الخصوصية هذه."

لمحة سريعة عن نمط حياتها

منزلها
عافيتها
أناقتها
لحظاتها

من الداخل إلى الخارج

أشياء تحبّه
الشموع، الكثير والكثير منها، كما أني أحب أيضاً التغليف.

نمط ملابسه
فستان أسود مع سترة أو معطف ملوّن

مكوّناتها السريّة
الماء والحُب والطيبة.

ملاذها
قضاء الوقت بعيداً عن الإنترنت.

كتبٌ تقرأها حالياً
كتاب Big Magic للكاتبة Elizabeth Gilbert
مصدر الصورة: دار Riverhead Books
كتاب مصور بعنوان “يا ليل يا عين” للكاتبة لميا زيادة

شعاره
كل شيء يحدث لسبب ما.

أكلاتها المفضلة
الفطر والتفاح مع القرفة – في أي وقت من اليوم.